بمناسبة العيد الوطني للمرأة، يصدر الكريديف العدد 30 من الببليوغرافيا السنوية للكتابات النسائية لسنة
2023.
ويتضمن هذا العدد إنتاجات الكتب الأدبية والدراسات العلمية ومقالات الدوريات وأعمال الندوات التي
كتبت بأقلام نسائية تونسية ونشرت خلال سنة 2023.
وتحتوي هذه الببليوغرافيا على 209 عنوانا من بينها 142 عنوانا

“كنا غرباء ثرثارين في تلك الرحلة. جلسنا قرب النافذة نروي لبعضنا البعض قصصا لا تروى إلا مرة واحدة في كل العمر… كان قطار تلك الرحلة يسير ببطء ولم ينتظر أحد أن تأتي المحطة لينزل… فكل الرحلات لا تنتهي في نفس المحطة….”

تنقل لنا كلّ قصّة باختلاف روّاتها معاناة الذّات الإنسانيّة انطلاقا من الحضارة المحاطة بها، ومدى تأثّرها بالبعد الإنثونولوجي في تكوينتها واختياراتها؛ ثمّ تستمدّ الحلاوة من عمق العناء أو السّواد.

“تقذفني الريح إلى مطار أورلي… بعد ساعة تنطلق طائرتي. أغرس رأسي بين كتفيّ وأدخل … أرتعد بردا ووحدة وغربة… أرمي بجسدي على أقرب مقعد… المطار يعجّ بالمسافرين والحقائب… ورأسي تشتغل فيه النار… تتطاير آلاف الصور… تحترق… يتطاير هبابها أسود يملأ الفضاء… ينتشر… تضيع في سحابه الداكن الوجوه…”ص51

“في الشتاء وعند تهاطل الأمطار تقطر الخيمة فنتبلل من رؤوسنا إلى اصابع أرجلنا ونردد يا ليت الشتاء يمر بسرعة . وحين يأتي الصيف وتشتد الحرارة حولنا تنقلب الخيمة إلى صفيح ساخن نتمنى حينها أن يرجع الشتاء هكذا نقضي العمر في التمني والتعب وأمانينا تتلخص في بعض الكلمات ، طعام يسدّ رمق الجوع وبعض من الدفء عند الصقيع ونسمة تقينا حرارة القيض…”ص118

“هزمك أيها التاريخ فقرنا ، أربك إحساسك الميّت بنا ، زعزع عنفوانك إرهاصنا … ما أجمل تهاوي اللحظات الأخيرة لطغيانك على سواعدنا البسيطة … ما أجمل شعورنا بك وأنت تركع ، تعدّل من لهاتك دوننا …. تشجب كبرياءك المنتفخ على أنقاض معركة خلقناها لك وكسبناها … ذلك هو الإنسان متى تشبع بالتجاوز … متى قضم من انزوائك المفتعل وقد حرّضك على الإقرار بشرعية المصير … ألجمك عن النعيق … نفس صفحاتك التي ملّت جلدنا ومللنا تباكيها ونواحها … لحظة تخرجنا عن سلبيتنا … عن أنانيتنا … لحظة أقصى من العشق ، وألطف من النسيم تلك التي نستشعرها الآن ونعيش على وقعها كل من زكمه هبوب الثورة امتثل لما كان لم يكن لها دور في تعتيقها ونمذجتها … كانت ترفض الظلم لكن سجلته أوراقها بشكل أوضح ، ولم يتخطّ باب صفحات تلوكها هنا وهناك … بل كان همها الكتابة أولا وأخيرا ولكن هل تكفي الكتابة وحدها …؟ “ص123

في سوسة، تعيش امرأة ضائعة بين ماضٍ حزين، حاضر باهت، ومستقبل مظلم للغاية.
مصابة بصدمة فقدان طفلها المأساوية، تتخبط أسماء في حياة لم تعد تحمل لها أي معنى أو أهمية. هل ستغتنم الفرصة الغير متوقعة التي مُنحت لها لتغيير ماضيها؟ هل تستطيع حقًا تغيير قدرها؟

حقا تصح خرافات كاتبة هاري بوتر؟ أحقا لخرفات سراديب أدنبرة و أشباحها وجود؟ أحقا اللعنة و السحر يسيطران على المكان ؟ أحقا أصبت بلعنة المدينة الغامضة، لأني سعيت وراء اكتشاف الحقيقة؟ أحيانا٠٠٠أحيانا تتوقف عقولنا عن التفكير، وتجلس على كرسي الجنون مندهشة مما يحدث، تتوقف الدماء عن التدفق بأجسادنا ،وتكتفي بالجمود، تخاف أنفسنا المتقطعة الخروج من صدورنا المتعبة فنضحى جثثا هامدة.

كان عليّ أن أحصّن نفسي ضدّ الأزمات و أن أقفل شقوق بيتي جيّدا..إنّي أخاف الريح الشمالية، إنّ لها قدرة رهيبة على التدمير القاسي..و كان لها ما أرادت.. المجهول يعود بكلّ ثقله و بكلّ عبثيته و يحلّ في جسدي و يمتنج مي.. ثمّة أشياء غريبة تحدث في داخلي.. ثمّة أشياء تتمزّق و لا أعرف كيف يحدث ذلك..أسمع صليل السيوف و أحسّ بأطراف الشظايا و أشتمّ رائحة الحديد المحروق و أسما صراخ الأطفال و عويل الأرامل والثكالى .. إنّها الحرب.. لقد اندلعت و لن تنتهي، حتى يصير هذا الجسد رمادا.

كان من واجبي أن أحمي نفسي من الأزمات وأحكم سد الشقوق في بيتي. أخاف من الريح الشمالية لأنها تملك قدرة مدمرة رهيبة وقد حققت ما أرادته. يعود المجهول بكل ثقله وسخافته ليستقر في جسدي وينشر الفتنة. هناك أشياء غريبة تحدث بداخلي، أشياء تتمزق ولا أعرف كيف يحدث ذلك. أسمع صفير السيوف، أشعر بأطراف الشظايا، أشم رائحة الحديد المحترق، أسمع صرخات الأطفال، وعويل الأرامل والأيتام… إنها الحرب. لقد اندلعت ولن تنتهي إلا عندما يصبح هذا الجسد رمادًا.

كل تلك المشاهد المرعبة التي وصفها لها حكيم على مر الساعات تعاود الظهور فجأة أمامها كصدى لعذابات لا تزال تجد صعوبة في فهمها. تشعر فجأة بوحدة رهيبة أمام النظرة الغائبة التي يوجهها لها حكيم الآن…

هذا كتاب لا صلة له بالفقه و الأخكام والتاريخ. لن يحدثك أيها القارئ الكريم عن الحلال والحرام والواجب والمندوب والمكروه لن يعرف الكتاب الله فهو أكبر من أن تعرفه اللغة لنقل أنه يحاول أن يرسم علامات نحو الله.

«شطّ الارواح» رحلة نسوية أخرى تقودها امنة الرميلي، هذه المرة اختارت أن تكون بطلتها صحفية واعطتها اسم «باهية» جعلتها سيدة الموقف وصاحبة القرارات أول الرواية ثمّ تركتها لمهب رياح الخوف والضياع والحيرة والشكّ وكان الروائية تحاول أن تخرج ما يخفيه الصحفي داخله من رغبة متوجسة في ايجاد الحقيقية.

“كم وددت إخبار أحدهم بكل ما يثقل الروح والجسد ثم أقتله وأنتحر، خفت من نظرة الشفقة في عيني من سينصت، ثم قلت عليّ الكفّ من الشكوى والتذمر والذهاب إلى أبعد ما يمكن أن يقال، فأنا أحادث نفسي في النهاية فألفظ كل ما تكتّل في أعماقي وأقرّ إني لم أكن ملاكا لم أجبر على خطوي، سرت في منحدرات وإضطررت إلى الجري أحيانا حتى لا أقع…”ص200

“فكرها أخذ يفصّل الأيام المتبقية. سيطلقها للضرر. لن يعيش مع أنثى مشوّهة. هذا آخر كلام سمعته منه وهي تدخل المستشفى. أمنية واحدة تتمناها من أيامها المتبقية. ليتها ترى وحيدها يدخل المدرسة. ستشتري له ثيابا جديدة. ستأخذه إلى الحلاق وتنتظره أمام الدكان ثم إلى حمام الرجال وتوصي به جارها الطيّب….”ص95

مئات النساء تفقد حياتهن كل عام في عدة دول إسلامية، ضحايا لاتهامات تتعلق بالشرف. غالبًا ما لا يتلقى قاتلهن العقاب المناسب، حيث يُعتبرن هؤلاء النساء زوجات جديدات، بما في ذلك الفتيات الصغيرات المتزوجات في سن لا يفهمن فيها ما يحدث حتى. يمكن أن تخسر النساء اللواتي يُمنعن من اتخاذ قرار بإجراء عملية جراحية في حالات الطوارئ حياتهن بسبب ذلك، ويمنعن من الذهاب إلى المستشفى عند الحاجة. يمكن أن تُمنع الطالبات من قبل فرق الإنقاذ من دخول الجامعة لإنقاذهن من أزمة قلبية بحجة حظر الخلط، ويمكن أن تموتن في أوج حياتهن بسبب ذلك. يتم اختطاف طالبات المدارس من مقاعدهن ومعاملتهن كأسرى حرب، مهددات ببيعهن كممتلكات، ويتم إلقاء الشابات في حروب قذرة ليصبحن “مجاهدات الزواج”، ويُبرر كل هذا بفتاوى دينية. هذه الأمثلة تشكل جزءًا من قصص الوعود المنسوبة أو مشروع الوعود المنسوبة، مع تأجيل التنفيذ، وتبرير هذه الأفعال بسم الدين ومنحها شرعية من بين أكثر الأمور المثيرة للقلق والجدل.

هذا الكتاب يسعى لدراسة الصورة الأدبية لدى محمود برم التونسي، مع اعتبارها تجسيدًا لفعل ثقافي. فالنص الأدبي بالفعل يساهم في خلط الثقافات والتصورات والخيال، مما يجعله جسرًا لاكتشاف الأبعاد الحضارية المختلفة للآخر من خلال اللغة التي تبني جسورًا وترفض الحواجز الضيقة والعقبات الموجودة في الواقع.

تؤكد الباحثة على ضرورة إعادة النظر في التاريخ المقدس من منظور الآلهة الأنثوية، في مواجهة جميع أشكال استيلاء السلطة الأبوية على التاريخ البشري. تسلط الضوء على نشأة المقدس وتجلياته الفنية في المنحوتات والتماثيل الأنثوية الفينوسية التي تمثل عبادة الآلهة، والتي لا تزال محفوظة حتى اليوم في متاحف العالم.

في أحدث إصدارات دار الجنوب للنشر، تم نشر كتاب “الولادة في تونس، الطقوس والرموز” من تأليف سهام الدبّابي الميساوي. يتجاوز هذا الكتاب كونه دراسة تراثية وطقسية لبعض الممارسات الاحتفالية المرتبطة بلحظة حاسمة في حياتنا جميعًا، وهي لحظة الولادة. يغوص بنا في أعماق هذه التجربة الفريدة والمذهلة، مما يساعدنا على فهم وتقدير أهمية عملية استقبال المجتمع، هنا المجتمع التونسي، للدخول الفردي في الحياة، في المجتمع وفي العالم. يوضح لنا كيف يستقبل المجتمع هذا الحدث الاستثنائي من خلال نظام معقد ومترابط من الرموز والطقوس المحيطة بهذه اللحظة، وكذلك تلك التي تسبقها وتليها. يشكل كتاب الباحثة سهام دبّابي مساوي، الذي نُشر مؤخرًا عن طريق دار الجنوب للنشر، مساهمة أساسية في تقدير تراثنا، والحفاظ عليه، ودراسة رموزه وطقوسه من خلال فحص هذه اللحظة الاستثنائية التي تشكل مصير ومسار حياتنا جميعًا.

بفضل طبيعته متعددة التخصصات، يتيح هذا الكتاب إقامة قاعدة أساسية مشتركة بين القانونيين، وعلماء الاجتماع، وعلماء النفس، وهي ضرورية لأي بحث يتعلق بمشكلة الجنوح. تدعو المؤلفة إلى إعادة النظر وتعميق هذا الجانب من خلال البحث عن الحلول من خلال منظور الأسرة الذي يعتمد على الوقاية أكثر من العقاب. تحاول فتح آفاق تركز بشكل أساسي على دور الأسرة في مسار الجنوح.

يهدف هذا الكتاب بشكل أساسي إلى إعادة النظر في البيانات والبراهين التي ارتبطت بالنساء عند العرب، من خلال دراسة ما كُتب من قبلهن وعنهن. لتحقيق هذا الهدف، تم تبني مناهج متنوعة: بعضها مرتبط بما أنتجته النساء من فنون أدبية قديمة وحديثة، بينما يتعلق البعض الآخر بممارساتهن والمعايير والأذواق وقواعد السلوك التي حكمتهن.

السحلية لا تميل نحو الشمس بل بالأحرى كيس بلاستيكي على شجرة. لم يكن هناك رجل يقرأ كتابًا، بل دلو مقلوب على مكتب مكسور، حيث كان والدي ينحت طيورًا مرتعشة من الفضة، وكانت ترتعش وتناديه للطيران. كانت والدتي تحدق في الدلو بخيوط الشمس، متجاهلة تباعد أصابعها. لم تكن حياتي سوى تدريب صعب على القيامة.

أنظر إلى أمواج السماء، رغوة بيضاء ملطخة بالبياض. قيل لي مرة، في كتاب أو في حديث حول فنجان قهوة، أن الأعين التي ترفع نحو السماء وتقرأ فيها شكلا أو وجها، تتخيلها، تبتكرها، تخلقها حسب رغباتها أو مخاوفها، أو ربما حسب ما ينقصها. البعض يرى دبا أو أسدا، والبعض الآخر يرى “الله” مكتوبا بأحرف بيضاء في سماء هادئة، وأما أنا، فأراكِ في هذا البياض الممتلئ بالأحلام، يا أمي.

هذا الكتاب هو نتاج تجربة ميدانية اعتمدت على منهجية علمية مبنية على حوارات تفاعلية داخل عينات تم اختيارها بعناية من بين الناشطات في المدن والريف، من مختلف المناطق، وكذلك من مختلف الفئات العمرية والمستويات الاجتماعية. وقد شمل العمل الحد الأدنى من التمثيل الاجتماعي للمرأة التونسية.

بحث تاريخي أدبي عن حياة النساء البارزات في الأراضي التونسية، من الفتح الإسلامي إلى يومنا هذا. هذا الكتاب هو بحث تاريخي يركز على توثيق الشخصيات النسائية التونسية التي رسمت ملامح التاريخ وحددت معالم الحاضر.

تهدف هذه البحث-العمل إلى فهم تصورات النساء حول كيفية حماية الشباب وصغار السن التونسيين من سيطرة الجماعات المتطرفة والميول الأيديولوجية، وأيضاً حول أنجع السبل التي يمكن أن توجه السياسات العامة ومواقف السكان في هذا الشأن، وكل ذلك من خلال فتح حوار مع صناع القرار المحليين.

تتولى هذه الموسوعة توثيق مسارات عدد من النساء التونسيات البارزات في مجالات السياسة والفكر والأدب والفنون والعلوم والقانون وحقوق المرأة وغيرها من المجالات. كما تسجل إنجازاتهن. وتسلط الضوء على مساراتهن الشخصية والمهنية، وكذلك التحديات التي واجهنها والنجاحات التي حققنها.

لم تشأ ذاكرة الجنوب أن تسجل سنوات الآه تلك، بعد أن تفطنت إلى المكر فى خطاها … أخجلتها الغفلة، وساء الجنوب الشامخ أن يكون لعبة بيد الشمال
رفضت حقبتها الرفوف، ولفظتها الحروف. تنكرت لها الثنايا وقد شهدت وقائعها، وخط الزمن على جبينها وصمة
ربما أراد الجنوب بهذا القرار أن ينتقم من غفلته .. أو لعله أمل أن يعود الحمام إلى سمائه، فتصفح عنه التربة ويطمئن إليه النخيل

يتضمّن العملُ أربعةَ أقسام؛ هي: “ما قبل الإعصار” الذي يتناول الفترة التي سبقت الثورةَ في 2010، و”الانهيار”، ويعود فيه إلى سقوط منظومة حُكم بن علي، و”مأزق الجمهورية الثانية والانتقال الديمقراطي”، ويتناول مسار “الجمهورية الثانية” وما واجهته من تحديات وأزمات، و”الطريق إلى الجمهورية الثالثة بين تصحيح المسار ومنزلق الانحدار”، ويتناول ظروف وملابسات الطريق الى “الجمهورية الثالثة” وما يواجهه من مصاعب ومطبات.

“تلك الأبواب المغلقة تتسلل من بين شقوقها الريح، تتمايل شجرة البرتقال ويساقط ورق شجرة الزيتون، جاءت عجائز الحي تجمعن الورق المتناثر، الصبايا يسقين الجذور والجماجم المزروعة هنا وهناك بماءٍ مالح… أما هو، فشاله الأحمر مبلول، رفعه ناشراً يبغي تجفيفه، كلما أشرقت شمس وبددت بللاً هطلت أمطار حمراء وخضّبت الأرض.”ص27

من خلال المؤلفات العلمية في علم النفس، يشرح المؤلفون بالتفصيل الآليات الموجودة في العمل ويضعونها بشكل منهجي في منظور أوسع لفهم الفرد في المجتمع. كما يتم النظر في جميع النظريات المعرفية التي تشرح كيف ولماذا يمكن أن ننجذب إلى التركيز الأيديولوجي الذي يمكن أن يؤدي إلى أقصى درجات العنف.

د قارئ هذا الكتاب صورة لفترة كان فيها طلب واسع النطاق لإجابات على الأسئلة المطروحة على المجتمع التونسي تنبني على أسس موضوعية وعلمية، وهو مجتمع مرهق بسماع لغة خشبية نظرا للتقدم الهائل الحاصل على الصعيدين الاجتماعي والثقافي. تعكس فصول هذا الكتاب صورة لهذا الطلب الاجتماعي وكذلك السياسي والمقاربة متعددة الاختصاصات التي اعتمدتها المؤلفة، سواء كان ذلك في شكل محاضرات أو مناقشة لمشاريع القوانين: التنمية والشراكة بين الدولة والمجتمع، الحوكمة وتسيير الإدارة والمؤسسات، التنمية والثقافة، التنمية وتجنيد الطاقات بدون تمييز.

“أنصتت وردة لكلام الكولونيل بسمع مرهف من وراء باب قاعة الجلوس.يخفق قلبها عند ذكر الفلاقة. تفكر في مصير سمعان و صديقيه. تعود الى ذاكراتها صورة ميشال و هو غارق في دمه, تتنهد. لقد كان شابا وسيما , يهبها الكثير من الهدايا و العطور و كما من الحنان الذي يجعلها تشعر بالامتنان لليالي التي تقضيها معه. لكن سمعان يهبها ما أغلى من العطور و الهدايا . يهبها ضحكة من القلب كطفلة تركض لتحضن والدها . يجعلها تشعر بالأمان, يوفر لها عائلة, نعم سمعان عائلة رغم الظروف التي جمعتها به و الغاية التي يزورها سمعان لأجلها. تأخر الوقت . بدأت السيدة تشعر بالضجر و التعب . قامت من مجلسها متثائبة لتأوي لغرفة نومها . تبعها الكولونيل مباشرة. مشى وراءها كجندي يقوم بتأدية تحية في طابور طويل أمام قائده الأعلى .”ص107

“تشاركا العديد من ذكريات الجامعة المضحكة وتسابقا في أروقة الفضاءات التجارية مثل صبيين لم تشوههما الحياة بأتعابها وأدرانها. وأرخيا العنان لجنونهما كأنهما طفلان وراحا يغنيان نغما لمارسيل خليفة من كلمات محمود درويش…”ص208

“تحاول هذه الرواية التقاط الطبيعة الحقيقية للشاعر الفارسي، شاعر شديد الحساسية، ولكنه رجل علم أيضًا، طبيب وفيلسوف، في الخلفية، الشرق يتحرك وينزعج، في فترة من العصور الوسطى اتسمت بالعظمة ولكن أيضا بانحدار الدول، بحضارة وصلت إلى أوجها ولكنها واجهت مشاكل الصراع على السلطة، الانقسامات الدينية بين السنة والشيعة والاشتباك الجبهي مع عدو من أماكن أخرى: الحروب الصليبية “.

مع الشهادات المذكورة، قدم صاحب البلاغ تفاصيل الأسباب المختلفة التي دفعت النساء إلى الحجاب. الادعاءات عديدة ومتنوعة، يمكن أن تكون شخصية أو مستوحاة من قراءة حرفية للنص الديني، أو تأتي من الأدبيات الواسعة التي كتبت عنها، أو من مصادر في مساجد معينة، أو الأئمة أو حتى النساء، الذين يعتبرهم الإسلاميون دعاة جنود، الذين ينظمون دوائر دراسية للقرآن والفقيه ويلقنون الممثلات لحشدهن من أجل قضيتهن.

ڑتكمن أصالة الكتاب في نهجه الدياكروني الذي يتمثل في فهم التطور التاريخي للنسوية التونسية في مراحله، قبل الاستعمار، والاستعمار، وما بعد الاستعمار، وتحليل المخاطر والتناقضات التي تحدد في كل فترة الجهات الفاعلة الاجتماعية في علاقتها بالجهات السياسية، السياق الثقافي والاقتصادي ببعده الوطني والدولي المزدوج. لكن هذه الأصالة تكمن أيضًا في النهج المتزامن الذي يرسي النسوية التونسية في الهياكل الاجتماعية والتمثيلات الجماعية والأيديولوجيات التي ميزت كل فترة تاريخية.

إن هذه الدراسة للنساء و الوقف لا تقف عند طبيعة المواقع التي تحتلها المرأة في الملكية عموما و لكنها تطمح إلى تجاوزها لتحليل الذهنية الاجتماعية السائدة عصرئذ و ما أفرزته من سلوكيات سلبية تجاه المرأة و حقوقها الطبيعية,فالوقف يدون و يشهد على إقصاء و تغييب النساء من الملكية. و لا شك أن القراءة التحليلية و النقدية للوثائق الأرشيفية الخاصة بالوقفيات بمختلف أنواعها و أغراضها , ساعدت الباحثة على استنطاق المخبأ من وراء تلك الممارسات السسيو-ثقافية التي تترجمها تلك الوقفيات . كما حاولت الباحثة إبراز مدى تأثير تلك السلوكيات السلبية في تكريس واقع اجتماعي,اقتصادي يزيد من تعميق الهوة بين فئات المجتمع عموما و بين المرأة و الرجل بالخصوص.

نضال من ألوان كتاب فني تاريخي يجمع لوحات تشكيلية لأيقونات النساء العربيات اللاتي خلدن أسمائهن على مر التاريخ … لوحات فنية ترى من خلالها مزايا حواء.. جوانب مشرقة..و روحا إيجابية تبعث رسائل من الأمل و القوة و الإرادة..!

مرحبا بكم في دار مرام هل أنتم في انتظارهم؟ نعم, هم قادمون . الكتاب على الباب! فلكل كاتب منهم قصة , و لكل قصة قراء! عشرون كاتبا تونسيا يجتمعون من أجل مرام, لم ننس هذا الملاك الذي رحل سريعا لكنه ترك خلفه جمعية تجعل كل يوم حياة الأطفال المرضى أفضل قليلا. ها هم يطرقون الباب , حاملين حكاياتهم…هي في الواقع “حكايات مرام”. هذه الباقة من القصص هي طريقتهم الفريدة للتبرع, و لقد اختاروا أجملها… الكتاب على الباب .. فافتحوا.. الصفحة الأولى.

تهتم الدراسة بالخطابات الدينية حول النساء وما تلحقه “نون النسوة” في شؤونهن من إعتبارات وجودية وتقديرات تشريعية. وتعمل على تقصّي حدود حضور النساء في المعرفة الدينية في المجتمعات العربية الإسلامية قديما وحديثا.

يبرز البحث أنه “لا يمكن أن يحقق الخطاب السياسي قوته الخطابية وآداءه الخطابي ما لم يحتو على آليات لغوية تمكنه من تحقيق وظيفته في السيطرة والإقناع والتأثير… ويعمل البحث على تمتين الإيمان بفحوى الخطابات والإقتناع بها وتزجية مضامينها الفكرية إعتمادا على مفاهيم وتصورات نابعة من حياة المتلقي اليومية لحمله على تغيير آرائه ومعتقداته.

يقدّم لنا هذا البحث “المقاربة العلمية في رصد العنصر الإنفعالي في النص والكشف عن تأثيره في عوالم السرد وهي عوالم إنفعالية تخترقها الأهواء الإيروسية والتيموسية والموضوعية فتؤثر في بنى النص والعلاقات بين الفواعل . ويمثل النثر العربي القديم مدونة ثرية درست الباحثة من خلالها نماذج هذه الأهواء كالعشق والكره والغيرة والحسد والغضب والبخل والخوف، باحثة عن الأشكال الخطابية المختلفة عن الأهواء…”

يطرح البحث مختلف الإشكاليات المتفرعة عن العلاقات المتأرجحة بين مجال الدين ومجال السياسة في المجتمعات الإسلامية بصفة عامة. وتتناول مختلف المداخلات قضايا الحكم وعلاقة الفقهاء بأصحاب السلطة ودورهم بين النقد والمعارضة والإسناد ودور مؤسسات الدولة الإسلامية المختلفة بين مهامها الدينية والدنيوية والإسلام والآخر فردا وجماعة والتمثل التاريخي والإسلام السياسي.

يهدف هذا الكتاب إلى المساهمة في التفكير حول النخب الناشئة في تونس، وفحص الديناميات الجارية لتكوين وتكرار النخب في تونس بعد 14 يناير 2011. ففي الواقع، رافقت الانتقال الديمقراطي إلى جانب تجديد النخب وتضاعف مراكز اتخاذ القرار. ولكن في الوقت نفسه، كان لدى التعددية تأثيرات سلبية في الاتجاه نفسه، حيث يتساءل الرأي العام حول القادة الحقيقيين الذين يختبئون وراء الشخصيات السياسية الظاهرة.

برق الليّل هو قصة عبد أسود وصل إلى تونس في بداية القرن السادس عشر. هذا البطل الفكاهي والشرير، حامل لإنسانية عميقة، يشهد غزو المدينة من قبل أسطول تشارلز الخامس، ويشارك في المعارك ويعكس مسار مصيره. كشاب متدرب في علم الكيمياء، يكتشف نفسه موسيقيًا وراقصًا. في مجتمع يتميز بالامتيازات، يتسارع الحظ بإلقائه في ذراع امرأة ليست له مصيره، والتي يجب أن يدين لها بأن يصبح رجلًا.

“لو تتسع ساعاتي لطال خاضري حاضرك والآتي… إغاضة في ماكان ويكون من هجر الأدنى للعلا لكن أوصد التدفق كلماتي ودق الساعي بابي… ربما… كانت الخرافات والمسميات عبق الشفاه للشفاه…”ص53

لعبت وسائل الاعلام على مستوى العالم دورا أساسيا في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وتميزن بمقدرتها الفائقة على توصيل الرسائل الى جمهور عريض ولافراد غير معروفين للقائم بالاتصال، إضافة لمقدرتها على خلق رأي عام واسع ذو اتجاهات متعددة، وكذلك نقل معارف ومعلومات ترفيهية وترويح، وشكلت وسائل الاعلام بشكل عام، ووسائل ومواقع الاعلام الجديد بشكل خاص حالة جديدة اكثر تعبيرا عن مصالح الناس وارائهم.